صفحة الفيسبوك قناة اليوتيوب تغذية الموقع RSS تويتر
جوجل بلس الاتصال بنا
الأحد, 18-يناير-2009

خيمة المقاومة


يحيى محمد عبد الله صالح



وصف الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين- قرار إسرائيل بوقف إطلاق النار من طرف واحد في الوقت الذي ما زالت قواتها في غزة، بأنه "محاولة لذر الرماد في العيون" مشيراً إلى ما يفترض أن يكون عليه أي وقف لإطلاق النار من اتفاق بين الطرفين، غير أن إسرائيل تحاول الظهور أمام الإعلام الغربي على غير حقيقتها.
واعتبر الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مؤخراً أمريكا وإسرائيل في واشنطن هي اتفاقية بين طرفين على العرب ولا علاقة للعرب بها أبداً، ساخراً ممن وصفها بالدول العربية المعتدلة جداً جداً التي شغلت نفسها بالزيارات المتبادلة والمؤتمرات الصحافية فإذا بهم يتفقون بينهم البين، ويستهبلوا القيادات العربية، التي كانت تظن أنها كسبت الغرب، داعياً القيادات العربية إلى أن تعرف بأن أمريكا وإسرائيل طرف والعرب طرف آخر.
وأشار إلى أن تلك القيادات العربية أحست بأنها طعنت من الخلف، معرباً عن أسفه بأنهم مع الضغوط وبمرور الوقت سيبحثون لهذه الاتفاقية عن مخرج، وسيؤولونها على أنها فيها مصلحة العرب، ويحولونها إلى إستراتيجية مماثلة للإستراتيجية العربية لمبادرة السلام.. منوهاً إلى أمريكا وإسرائيل تتصرف وكأن المنطقة ملكها ويحق لها التفتيش في بحر العرب وجنوب أفريقيا والخليج العربي وغيرها.
وقال: أن العدوان على غزة ما كان ليحدث لو كان وضع العرب بشكل آخر، حيث أن إسرائيل ما قامت بالعدوان إلا لأنها واثقة بأنه لن يحدث أي رد فعل، وأن أقصى ما قد يحدث هو المسيرات، مشيراً إلى أن رغبة إسرائيل في اختصار الحرب بهذه السرعة ليست خوفاً من المسيرات العربية، لأنهم لا يعبرون العرب، لكن كل ما في الأمر هو أن استطلاعات الرأي في العالم أظهرت تعاطفاً دولياً في أوروبا وأمريكا ، لذلك لا يريدون خسارة سمعتهم أكثر، لذلك فهم يمنعون وسائل الإعلام من التغطيات الصحافية للحقائق.

خيمة المقاومة


وأشاد بالقرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس الفنزويلي والرئيس البوليفي، وقال: أنه كان يفترض أن تتخذه القيادات العربية، لذلك نحن رفعنا صورتيهما في خيمة المقاومة ليعرفوا أن الإنسان العربي يقدر هذه المواقف الشجاعة. فهم لم يكونوا ملزمين بقطع العلاقة ن وبلدانهم تبعد عن فلسطين آلاف الأميال لكنهم عندهم دم وشعور وكرامة ونخوة افتقدناها هذه الأيام.
وقال: أن الأحداث في غزة كشفت الكثير من الأوراق، وهي تعيدنا إلى ما قبل ستين عام حيث انه عند حدوث النكبة حصل رد فعل كبير في المنطقة، وكانت النكبة أحد أسباب ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وقد تحول الزعيم عبد الناصر إلى رمز قومي بسبب فلسطين ومواقفه منها، ففلسطين هي التي تعطي الحاكم العربي الشرعية الشعبية، فيما التخاذل في القضية الفلسطينية تفقده الشرعية الشعبية وتسقطه من أعين الشعب، لهذا فالحاكم الذي يريد أن يرفع رصيده يكون مع القضية الفلسطينية. 
وأشار إلى إن الانقسام الفلسطيني ترك عذر للقيادات العربية بأن يرموا بكل شيء إلى ظهر الانقسام الفلسطيني ، في الوقت الذي من ضمن أسباب الانقسام هو القيادات العربية التي انحاز كل منها إلى طرف دون التعامل مع القضية كطرف واحد، فأحد أسباب الانقسام الفلسطيني هو الانقسام العربي لذلك عليهم أن يتركوا الفلسطينيين لحالهم يحلوا مشاكلهم دون تدخل بينهم.
وتطرق إلى ما وصفها بـ"مبادرة العار العربية"، وقال أنه كان مفترضاً أن يتم طرح المبادرة ضمن سقف زمني معين ولا تترك مفتوحة ، فقد مرت ست سنوات على طرح المبادرة وإسرائيل رافضة لها بينما العرب متمسكين بها، مشيراً إلى أنه كان ينبغي أن يكون للعرب أكثر من خيار، وإلاّ فإذا حصروا الأمر بهذه المبادرة كيف ستدعم المقاومة أو تتقدم بمطالب معينة ، فمن الضروري أن تتعدد الخيارات، ولكن للأسف هناك قيادات مؤثرة في الوطن العربي تقوم بالتأثير على الآخرين وتمرر الأمور، فيذهب الدم العربي سدى. وأشار إلى أنه الآن بدأ الحديث أن المبادرة غير صالحة، رغم أنها غير صالحة من الأصل ولغتها العربية ركيكة لأن ترجمتها  كانت ضعيفة.
واعتبر أحداث العدوان على غزة بمثابة فرصة للقيادات العربية لقطع العلاقات وإغلاق مكاتب التنفيذ، ونحن هنا نحيي دولة قطر والجمهورية الموريتانية الإسلامية على تجميد العلاقات، ونتمنى قطع العلاقات، وفي حالة قطع العلاقات بين قطر وإسرائيل وإغلاق مكتب التمثيل فنحن مستعدون لتسمية أمير قطر بـ(أمير العرب) والرئيس الموريتاني بـ(عز العرب).




خيمة المقاومة


ودعا إلى إحياء المقاطعة العربية للمنتجات الإسرائيلية، وعمل حصار كامل على إسرائيل ودعم المنتجات الفلسطينية، لافتاً إلى ضرورة الاقتداء بالأفارقة حيث أنهم أثناء وجود النظام العنصري اتحد الأفارقة واتفقوا عمل حصار  على جنوب أفريقيا حتى اضطرت حكومة جنوب أفريقيا إلى الإيمان بالديمقراطية وتطلق سراح نلسن مانديللا وتجري انتخابات وتنهي موضوع الفصل العنصري.
ونوه يحيى صالح إلى الحماس المتأجج لدى الشباب العربي بسبب ما يراه من صور مأساوية، وحذر من أن غياب الإستراتيجية العربية للمقاومة واستيعاب هؤلاء الشباب فإن أسعد الناس سيكون من أحداث غزة هم التنظيمات الإرهابية والقاعدة لأنها توفر لهم الأرضية لتجنيد الشباب، منوهاً إلى أنه في ظل التخاذل العربي فإن الكثير من الناس سيتجه نحو التنظيمات المتطرفة.
ودعا الى رفع قضايا في محكمة الجنايات الدولية ضد إسرائيل مبينا أن ما يحصل هو حرب إبادة ، وأن معظم الشهداء هم من المدنيين وبالأخص الأطفال والنساء، ساخراً بذلك من ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأنه حقق انجازات في الوقت الذي كل ضحاياه من الأطفال والنساء.
كما انتقد الأمم المتحدة وموقفها العاجز، واعتبر أول جرائمها هي إصدار قرار تقسيم فلسطين دون أن يكون لها حق بذلك، وتساءل فيما إذا بالإمكان أن تصدر الأمم المتحدة قراراً تعطي به أرض من الولايات المتحدة للهنود الحمر لحمايتهم! 
وكشف أن جمعية كنعان ستقوم اليوم بإرسال شحنة من الأدوية مع فريق طبي من مستشفى الكويت، مؤكداً ترحيب اللجنة المشتركة لخيمة المقاومة بأي نشاط تعتزم بعض الفعاليات الجماهيرية إقامته.

RSS

جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(الموقع الرسمي للأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح)