فخامة الرئيس / عبدالمجيد تبون - رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المحترم

ببالغ الحزن والآسى تلقينا، نبأ وفاة المغفور له بأذن الله، الرئيس / عبدالعزيز بوتفليقه- رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السابق، بعد حياة وطنية نضالية وكفاحية مشرفة تحمل فيها مسؤولياته الوطنية بكل اقتدار، وأسهم في بناء استقرار الجزائر و المصالحة الوطنية التي تغلب فيها الجزائريين على كل الخلافات والمؤامرات التي آرادت السوء بالجزائر وشعبها.

إن رحيل المناضل الوطني والقومي الفقيد بوتفليقة يمثل خسارة فادحة للأمة العربية جمعاء، كونها خسرت مجاهداً سيظل التاريخ شاهداً على إسهاماته، إلى جانب أولئك الرفقاء الذين كتبوا أسماءهم بأحرف بارزة أيام الكفاح المسلح في سبيل حرية واستقلال الجزائر من المستعمر الفرنسي في حرب التحرير 1954-1962.

لقد كان الفقيد الراحل أحد اهم الشخصيات السياسية التي وقفت وراء حركة عدم الانحياز ومنحت أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية صوتاً على الساحة العالمية، وناصر الدول التي ظهرت في أعقاب الحقبة الاستعمارية ، وتحدى ما اعتبرها هيمنة من جانب الولايات المتحدة وساعد في جعل الجزائر مهداً للتوجهات المثالية في ستينيات القرن العشرين، واستقبل بوتفليقة شخصيات سياسية مثل تشي جيفارا ونلسون مانديلا، ولا يمكن ان ينسى التاريخ دعوته بصفته رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة، للشهيد ياسر عرفات لإلقاء خطاب أمام المنظمة الدولية في 1974 في خطوة تاريخية صوب الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية.

وعلى مستوى بلادنا، فقد ربطت الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، علاقة إخاء وثيقة مع الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، ولطالما تشاركا نفس الآراء والأفكار في كثير من القضايا العربية وخصوصاً مواقفهما المشرفة تجاه القضية الفلسطينية.

وبهذا المصاب الجلل، أتقدم إليكم بإسمي شخصياً ونيابةً عن أعضاء ومناصري منظمة أمة تربية واحدة، بخالص التعازي القلبية، ومن خلالكم الى أبناء شعبنا الجزائري العظيم، والى أسرة الفقيد الراحل، سائلين الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
انا لله وإنا إليه راجعون.

الأسيف .. العميد /
يحيى محمد عبدالله صالح
عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
رئيس منظمة أمة عربية واحدة