الموقع الرسمي للأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح - كلمة العميد يحيى صالح في الذكرى السادسة للعدوان على اليمن

الخميس, 25-مارس-2021

كلمة العميد يحيى صالح في الذكرى السادسة للعدوان على اليمن

نص كلمة العميد يحيى_محمد_عبدالله_صالح في الذكرى السادسة للعدوان على اليمن

جماهير يا شعبنا اليمني الصامد والصابر ايها الأحرار في العالم المتضامنين مع اليمن

اليوم نكمل ست سنوات حرب على اليمن وبحلول هذه الذكرى الاليمة والمتمثلة في ذكرى العدوان والحرب على اليمن والذي انطلقت في 26 مارس 2015، بضوء أخضر عالمي من واشنطن ليتم من خلاله تحويل اليمن إلى بلد غير صالح للحياة كما أفادت الأمم المتحدة في احد التقارير الصادرة عنها.


ست سنوات لم تستثني آلة الدمار والحرب شيء في بلادنا، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ومؤسساته القانونية والقضائية ومنظماته الحقوقية والإنسانية، تم إرتكاب أبشع جرائم الإبادة بحق الإنسان اليمني، واكبر المجازر الإرهابية، بالإضافة لتدمير البنى التحتية الإقتصادية المدنية والعسكرية ولم يستثني القصف الطرق و المدارس والجسور والمستشفيات وصالات الافراح والعزاء، وناقلات القمح، الا ونال منه، وأكمل على ما تبقى من مظاهر الحياة بالحصار الخانق، وهذه ليست إدعاءت بل حقائق ظاهرة للعيان ويدركها العالم كله.



الأخوات والإخوة.

لقد قدم شعبنا الكثير والكثير، وبات 85% منه فقيراً فقراً مدقعاً يعيش على المعونات، ودفع ثمن هذه الحرب الظالمة، ثمناً باهضاً من دمه وحياته وحاضره ومستقبله، ولا يزال المعتدون يواصلون عدوانهم وحصارهم، وهذا ما لا يمكن ان نوصفه توصيف آخر، أو نسامح ونتغافل عنه، فالعدوان عدوان لا مبرر له، والعالم ودوله العظمى متواطئة وما زالت، وبرغم الدعوات الخجولة للسلام في اليمن، إلا أنها سرعان ما تخفت أمام بريق المصالح المرتبطة بدول النفط المعتدية، رغم أننا وكل أبناء اليمن كنا نتطلع لتدخل إيجابي من دول الخليج خصوصا المعتدين، دور يقرب وجهات نظر اليمنيين، ويترك لهم حرية إختيار طريقة ادارتهم لبلادهم، ومد يد المساعدة الاقتصادية لليمن، خصوصاً وانهم يدركون ان معضلة اليمن إقتصادية، والضغط على كافة الأطراف للتخلي عن الأجندات الخارجية، وهنا كان سيوفر المعتدون كل هذه المليارات التي أنفقوها لتدمير اليمن، ويساهموا بجزء بسيط منها لتحقيق تنمية حقيقية شاملة، ومن خلالها سيكسبون ود اليمنيين، لا عداوتهم.
ولكننا لا ندري ما نوعية الضغوط والأوامر التي وصلتهم ليتركبوا هذا الشر الأرعن بالعدوان على اليمن وهاهم اليوم يواجهون ضغوط أكبر وإبتزاز أعظم جراء تراكم ملف الانتهاكات التي أرتكبوها بحق شعبنا ووطنا، وأدركوا ولو متأخراً أن اليمني مستحيل أن يركع بالجبروت والقوة، وكان يمكن خلق علاقة احترام ندي وحسن جوار واخوة صادقة من باب التعاون والمصالح المشتركة بإعتبار كلاً منا هو العمق الإستراتيجي للآخر.



شعبنا اليمني العزيز.
إنني وإذ أحدثكم في هذا اليوم المظلم في تاريخ شعبنا وعروبتنا ككل، فإنني أتوجه بدعوة للفرقاء في اليمن ، يكفي إنخراطكم في أتون مؤامرة دولية محكمة لمن خطط لها، ومتهورة لكم كمنفذين، ولست هنا في صدد تفصيل المواقف، لكني أقول الا يكفيكم ما نال الشعب منكم، الا يكفيكم ما وصل اليه الوطن من شتات وتمزق وتشرذم، جراء تلك الأجندة التخريبية التي تخندقتم خلفها، وتزعمتم تنفيذها واوغلتم صدور أتباعكم ضد بعضكم البعض من غرور وحقد شخصي، تعرفون قبل غيركم انها لا تخدم وطن ولا تحترم دولة، بقدر ما تخدم مصالح شخصية ضيقة، الا يكفي ما يجري للكف عن كل ذلك، والعودة للمنطق القائل بأن اليمن لكل اليمنيين، لا أحد يستطيع الغاء الآخر، إن لليمن وشعبه عليكم حقوق وواجبات، وأوجب الواجبات العمل على ما يحقق السلام وتقبل الآخر بعيداً عن التخوين والتشكيك والإستئثار بما تبقى من وطن كنتم مشاركين أساسيين في تدميره، أما آن الآوان أن تتعقلوا وتفهموا أن اليمن واليمنيين لا يمكن تطويعهم بفكر معين، وتنميطهم بنمط محدد، وان تعملوا مع كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية بما يحقق سيادة الشعب وعدم رهنه او الارتهان لأجندات خارجية، فاليمن لا يمكن أن يسيطر عليه لون واحد، بل شراكة صادقة ونوايا مخلصة، بعيداً عن التقسيم الطائفي والمناطقي والطبقي ، فالكل سواسية ولا أفضلية لأحد على أحد الا بكفاءته ووفق القانون، فمدوا يدكم للسلام وأقفوا تحويل اليمن لساحة صراعات بالوكالة.

ولابد عليكم ايها الفرقاء ان تدركوا أن الشعب واحد موحد، ولا جدوى من إعلاء نزعة الإنفصال والمناطقية، فقوة اليمن في وحدته، وقوة اليمن في تطبيق القانون بعدالة ومساواة، فكونوا قادة عظام لمرحلة عصيبة ولنطالب معاً بتحقيق عدالة ومساواة، وتنمية متساوية لا اقصاء ولا تهميش، ولا استثناء او محاباة، لنعيد معاً لعدن وغيرها من المدن وهجها وتاريخها الحضاري والمدني الذي تتباهى به ويتباهى به كل يمني، ان مخططهم لتشطير اليمن مدمر يؤسس لمزيد من التشطير والتفتيت ، وهذا ليس تخويفا بل حقيقة ومآل حتمي، اذا ما استمرت القوى المتصارعة في غيها فسنرى الوطن عبارة عن كيانات وجماعات متناحرة.



شعبنا اليمني العزيز

بعد ست سنوات من الحرب آن الأوان للسلام أن يحل ويتحقق في بلادنا لأجل شعبنا ومستقبل أجيالنا، آن الأوان للإصغاء لصوت الإخاء والتسامح والتسامي فوق الجراح، واطلاق سراح الأسرى والمختطفين لدى كل طرف، فمن المعيب والمخزي ان يحتجز اليمنيين بعضهم البعض ويفجرون في خصومتهم ويخضعونها لأحقاد واجندات تلغي حكمة اليمانيين واخلاقهم وخصالهم النبيلة ، ولطالما اقمنا في ملتقى الرقي والتقدم العديد من الندوات والفعاليات لإظهار معاناة شعبنا على مدى الست سنوات الماضية، ولم يوقفنا سوى تفشي جائحة كورونا، وقدمنا المبادرات تلو المبادرات ولعل أهمها مبادرة لتحقيق السلام قدمنها في موسكو في الذكرى الثالثة للعدوان . مع خطوات التنفيذ كما قدمت بعض الاطراف اليمنية والعربية والاجنبية العديد من المبادرات ولعل اخرها مبادرة فخامة الرئيس اليمني علي ناصر محمد وجميع هذه المبادرات قابلة للتنفيذ والنقاش والحوار افضل من القتال والحرب اما بخصوص المبادرة السعودية فقد قدمت من طرف يقود هذه الحرب وليس وسيط محايد ونزيه كما انها لم تقدم حلً شامل لا يقاف الحرب نهائيا و احلال السلام وانما جاءت تحت ضغوط دولية وتنفيّذاً لتوجيهات واشنطن ولهذا نكرر مطالبتنا الدائمة بإيقاف الحرب وعمل مصالحة وطنية مع جميع الاطراف لننتقل لمرحلة انتقالية مبنية على صدق النوايا وتغليب المصلحة الوطنية العليا والرغبة بإنقاذ اليمن ولتطمين جميع اطراف الصراع ليجنحوا للسلام ندعو لإلغاء عقوبة الاعدام وتشكيل حكومة وطنية انتقالية ذات كفاءة تكون قادرة على القيام بمهامها المستقبلية لإحلال السلام .
وكل ذلك بإمكانه ان يتحقق في حال وجِدَت نيةً فعليةً لدى الأطراف المتحاربة و لدى المجتمع الدولي لتحقيق سلام يحقن دماء اليمنيين ويحافظ على وحدة اليمن وإستقلاله وسلامة اراضيه وسيادة القانون فيه، وإلى حرية اليمنيين ومشاركتهم الفعلية المتحضرة في العملية السياسية، وإلى توجيه الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف، وإلى تمكين المرأة من المشاركة السياسية والإجتماعية الفاعلة، و على كل أطرف الحرب من أجل إحلال السلام الابتعاد عن فرض أي شروط مسبقة للجلوس على طاولة الحوار ، كما ان التمسك بأي مرجعيات تعيق عملية السلام هو أمر غير مقبول وغير واقعي، و ثبت خلال السنوات الست الماضية أن المرجعيات السابقة تسبب مشكلة ولا تؤسس لحل، و عليه فنرى ان الاتفاق الدولي الجديد للسلام بين الأطراف هو نفسه ما سيكون مرجعيتهم في مراحل تفاوضهم و مراحل تنفيذهم لالتزاماتهم.

وفي الختام..
اكرر دعوتي لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموماً للقيام بواجبهم القانوني والاخلاقي والانساني والعمل على ايقاف الحروب على وفي اليمن، فشعبنا يستحق الحياة الكريمة، ويستحق أن يرى الحياة الكريمة والشريفة.



الرحمة للأكرم منا جميعاً شهداء اليمن والأمة العربية الأبرار

والشفاء العاجل للجرحى

والحرية للأسري والمعتقلين.

ولنناضل من اجل السلام في اليمن الجمهوري الديمقراطي الموحد .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.yahyasaleh.com/files//news-897.htm